قال هشام الكاف في جلسة “الحلول السياسية لبناء السلام في اليمن” التي نظمناها في اليوم العالمي للسلام: “يجب أن نعرف كشباب ماذا لدينا من نظام؟ وماذا أسس؟ وماذا يمكن أن يحدث لاحقاً؟ فالنظام السياسي علمياً، هو النظام الذي يحافظ على كرامة الأفراد ويحقق السيادة لمؤسسات الدولة”.
وأضاف: “بخصوص اللحظة الراهنة توصيفاً تعيش اليمن كغيرها من الأنظمة العربية مرحلة تخبط وصراع سياسي، ممتدة تاريخياً من فكرة تأسيس الدولة تحت إطار العقد الإجتماعي الموجود داخل الأنظمة العربية الذي أسس بداية القرن العشرين، وكان مفاده أن هناك رقعة جغرافية لابد أن تحكم من مجموعة أشخاص يتم تسييرهم تاريخياً من قبل مجموعة أخرى”.
وقال” تعيش اليمن اليوم هذه اللحظة، وهذا الصراع الذي بدأ في 2015، ثم تضخم بشكل كبير جداً، فهو صراع تم تصديره إلى أن وصل للمرحلة الحالية”.
وقال: “دخلت اليمن في متاهة كبيرة منذ تأسيس الجمهورية، وحتى الأعوام 1967 و 1969، كلا التاريخان يحملان تصديراً للأزمة من مرحلة إلى أخرى، فمن 1967 و 1969 تم تصدير الأزمة إلى 1990، حيث أدخلت اليمن إلى مغامرة غير محسوبة تم من خلالها إقصاء مجموعة على حساب أخرى، حتى وصلت اليمن إلى مخاض ضخم في 2011، حينها تم تأجيل الأزمة والحرب السياسية إلى 2015.
وأضاف: “عام 2011 كانت حوالي 60 مليون قطعة سلاح موجودة داخل اليمن، ثم انتقلت الأزمة إلى 2015، ثم أصبحنا اليوم نشهد حرباً هي الأضخم في 2020”.

وقال: “في العلوم السياسية لا نستطيع أن نقيس الأمور بماذا نتمنى؟ بل بماذا نريد؟ وماذا لدينا؟ وماذا يجب أن نحقق؟ ففي العقود الماضية تأسست اليمن تحت إطار الجمهورية اليمنية الديمقراطية، والمقصود بالديمقراطية بالشكل المبسط هو أن يكون للمواطنين حق المشاركة السياسية في اتخاذ القرار السياسي، لكن ومن خلال التاريخ لم يكن هناك أي دور سياسي للمواطنين للمشاركة في السلطة، إذ كان دورهم مجرد شماعة لكل مسؤول وقوة نافذة للوصول للسلطة، لتحقيق مآرب شخصية، ويبقى المواطن مستهدف وقت الضرورة”.
وأفاد: “من الصعب طرح حل نهائي لمعالجة الأزمة، بعكس الطب الذي يمكنك أن تعالج المريض بإبرة أو دواء، لكن في تقديري الشخصي فالحل يكمن في إعادة تأطير العقد الإجتماعي، فاليوم لدينا ثلاثة صراعات في الجانب السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وأسوأها وأكثرها تأثيرًا هو الجانب السياسي، وهو متعلق بماهية السلطة السياسية”.

وقال: “لقد أصبح اليوم الصراع، والحرب، والنفوذ، والقبيلة، والقتل، والدمار، هو الوسيلة للوصول للسلطة، ولكن في الحقيقة، هذه ليست الحقيقة، فاليوم في تقديري الشخصي يكمن الحل في إعادة تأطير المفاوضات السياسية تحت ضغط دولي”.
وأضاف: “هناك حلين في السياسة للخروج من أي حرب موجودة، الأول بانتصار طرف سياسي بقوة عسكرية مدعوم خارجياً بحيث يطغى على جميع الأطراف ويحقق السلام بالقوة، أو الحل الثاني ويتحقق بضغط دولي، يضرب جميع الأطراف، ويحقق السلام داخل المنطقة مثل ما حدث في البوسنة والهرسك عام 1995، عندما أعلن التحالف الدولي كسر هيمنة الصرب وإعلان حالة السلام”.

أضف تعليق