نظمت مؤسسة صحافة السلام حلقة نقاشية حول تحديات صحافة السلام، وفرص تأثيرها في الواقع، في ظل انتشار خطاب العنف والكراهية في الإعلام، حيث تواجه الصحافة المستندة على المعايير المهنية التي تعزز السلام، تحدياً كبيراً في البحث عن حقائق المعلومات، وتوخي الحذر عند التغطية الإخبارية، ولأن صحافة السلام تلعب دوراً كبيراً في تغيير الواقع المجتمعي، والتأثير على صناع القرار وأصحاب النزاع بما يحقق التنمية المستدامة، ويجعل المجتمع متقبلاً للآخر، ومؤمناً بالاختلاف، فهذه الحلقة النقاشية بحثت الحلول المبتكرة لنشر السلام عبر وسائل الإعلام.
وقالت ليلى غانم “لا يمكن في الصحافة التغافل عن السلام، الذي يحقق التسامح والمودة، فالمجتمعات وجدت بالتعايش، ولن يخلق القصف والدمار إلا المزيد من الفوضى والدمار، الذي من شأنه هدم هذه المجتمعات”.
وأوضحت أنه بالسلام تنتهي النزاعات والحروب والكوارث البشرية، وبالرغم من الألم والحزن على واقع الأزمة في اليمن، يعتبر فرض السلام تحدياً للخروج من الحرب في اليمن، مشيرة إلى ضرورة التفاؤل والأمل في في ظل الظرف الحرج الذي تشهده اليمن، والعمل بجدية من أجل المستقبل.

وقالت ليلى غانم: “تلاقي صحافة السلام في وقت الأزمات تحديات وصعوبات، خاصة في الديمقراطيات الانتقالية، ويقع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة الصعبة، لما لها من قدرات في التأثير على المتلقي، والمجتمعات، وإحداث تغيير في السلوكيات”.
وأكدت أنه نظراً للدور المهم للصحافة في بناء السلام، والحفاظ على قيم الصحافة الأساسية، وتشجيع مشاركة المواطنين لتحسين مجتمعاتهم، وخلق نوع من السلام والتغيير، شهدت وسائل الإعلام زيادة في العدد، إلا أنها لاقت ضغوطات كبيرة بسبب مصالح مموليها، الأمر الذي جعل الأخبار السلبية تهيمن عليها، حيث تتصدر عناوين نشراتها أخبار الحروب، التي تثير قلق ومخاوف المجتمع المحلي من انعدام فرص السلام، وغياب معدلات الفرص والنمو الاقتصادي، فيبقى المجتمع عالقاً بين الأخبار السلبية من جهة، وبين بيانات المسئولين عن التنمية من جهة أخرى، وهنا يجب التأكيد على أهمية وسائل الإعلام في إعطاء الشعوب نظرة استشرافية لغد مشرق وآمن.

وبينت أن دور الصحافة السلمية يكمن في سعيها لكشف الفساد، والتحقق من المعلومات، وإمداد الجمهور بالحقائق، وتوعية المجتمع، وتثقيف الشباب والمرأة بأهمية المشاريع التي تخدم التنمية في اليمن، وتحقق الازدهار، وتحد من مستويات البطالة والفقر، وتبعدهم عن الإرهاب والتطرف.
فيما أكد محروس باحسين على ضرورة قيام الصحفيين بدورهم في نشر صحافة السلام، كونها السبيل الوحيد الذي سيمكن اليمن من الخروج من أزمته، وسيوقف نشوب النزاعات والحروب، وناشد الجميع بضرورة تحقيق السلام العادل، والعمل على قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي خرجت بها عام 1981.

وشدد باحسين على أهمية التوعية الشاملة باعتبارها خطوة مهمة في تحقيق السلام، وبناء مجتمع آمن، الأمر الذي يزيد من مسئولية الصحفيين الشباب عند صناعة المحتوى الصحفي المعبر عن السلام والتصالح والتسامح، باعتبار أن السلام هو السبيل لإيجاد الحلول على مستوى الخدمات والمصالح العامة، فعندما يتوفر السلام ستتوفر الحياة النفسية الآمنة لأفراد المجتمع.
وذكر أن التربية على السلام مهمة، حيث يجب دراسة توظيف صحافة السلام في العملية المنهجية التعليمية، بحيث يتعلم الأطفال أهمية الحفاظ على تماسك المجتمع، وتحقيق السلام، بعيداً عن العنف والصراعات الداخلية، ودعا أطراف النزاع أن يعطوا فرصة للشباب والمرأة، للمشاركة في عمليات السلام، وتقديم تصوراتهم ورؤاهم للخروج من الأزمة اليمنية.


أضف تعليق