قدّم مؤسس مؤسسة صحافة السلام سالم بن سهل ورقة بحثية في جلسة “التحديات التي تواجه الشباب في صناعة السلام” التي نظمتها منصة شباب اليمن.
المقدمة
إعطاء الأولوية للشباب يعزز استدامة منع النزاعات وحلها، وبدون تفعيل مسار لإدماج الشباب سيظل الشباب في حالة يأس، وستزداد الظروف تدهوراً، وربما يؤدي ذلك إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراع، ومع ذلك لم يختر معظم الشباب اليمني طريق العنف، حيث قاد الشباب اليمني أحداثاً غير مسبوقة من الاحتجاجات الي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يثير التساؤل عن كيفية إشراك الشباب بصورة مجدية في بناء السلام في بلدانهم.
يعاني الشباب من عدد من الصعوبات والاحتياجات التي تقف في طريقهم، إزاء تحقيق تطلعاتهم، والتي تحتاج إلى عمل كبير، وفترة طويلة للوصول إليها، ولكن الأهم الآن هو اتخاذ الخطوات الأولى لتفكيك هذه الصعوبات والعوائق والعمل على إزالتها.
التحديات التي يواجهها الشباب اليمني
1) في المجال الاجتماعي: الضغط الأسري مما أدى إلى التطرف والعنف.
2) في المجال الثقافي: غياب معاهد الموسيقى والفنون والدعم لمواهب الشباب وتدريبهم وصقل مهاراتهم.
3) في المجال السياسي: أدى عدم مشاركة الشباب في صنع القرار والسياسة، لغيابهم عن التخفيف من وطأة الفقر، وغياب فرص التدريب، وعدم وجود نموذج حزبي ناجح.
4) في المجال الاقتصادي: نمت الفجوة بين الطبقات الاجتماعية على نطاق أوسع اقتصادياً مع ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور، بالمقابل ارتفاع البطالة، وعدم الحصول على فرص العمل.
5) في مجال التعليم: هناك ضعف عام من حيث جودة برامج التعليم العام، والفشل في مواكبة التقنيات الحديثة.
ماذا يريد الشباب اليمني؟
1) القضاء على الفساد والمحسوبية.
2) إنعاش الوضع الاقتصادي لتوفير فرص عمل.
3) تحسين النظام التعليمي ورفع نوعية التعليم.
4) تحسين الخدمات في القطاعات الحيوية، مثل: الكهرباء، والمياه والصحة والإنترنت.
ما هي الحلول لتمكين الشباب؟
يحتاج الشباب إلى خلق فضاءات مجتمعية آمنة للحوار المدني، حتى يتمكن الشباب من تحديد الأولويات في بناء السلام والتنمية، والمشاركة في صنع القرار، والقيام باستثمارات محددة في التعليم في مراحل الطفولة المبكرة، والابتدائية، والثانوية، والتعليم العالي تتسم بالشمول، وينبغي أن يكون هناك تركيز على تطوير مهارات التفكير وحل النزاعات، ومحو الأمية الرقمية.
أقر إعلان تعزيز المثل العليا للسلام بين الشباب والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب عام 1965، وأقرّت الأمم المتحدة إعلان يوم 12 أغسطس اليوم الدولي للشباب في 1999، واتخذ مجلس الأمن بالإجماع القرار 2250 حول الشباب والسلام والأمن في عام 2015، والذي شجع الدول على النظر في إنشاء آليات من شأنها أن تمكن الشباب من المشاركة بشكل هادف، كبناء السلام ومنع انتشار العنف في جميع أنحاء العالم.
وبصفته أول قرار لمجلس الأمن مخصص بالكامل للدور الحيوي والإيجابي للشباب في تعزيز السلام والأمن الدوليين، فإن هذا القرار يضع الشباب بوضوح كشركاء في الجهود العالمية الرامية إلى تعزيز السلام ومكافحة التطرف.
وحدد القرار 2250 إطاراً يرتكز على خمسة أركان، هي: وقاية الشباب، وإقامة الشراكات معهم، وإشراكهم، وحمايتهم، وإعادة إدماجهم، وسلط الضوء على الدور الذي يقوم به الشباب في تعزيز السلام والأمن الدوليين.
وأكد مجلس الأمن أيضاً في القرار 2419 لعام 2018، الحاجة إلى التنفيذ الكامل للقرار 2250، ودعا جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى النظر في سبل زيادة تمثيل الشباب عند التفاوض على اتفاقات السلام وتنفيذها.

أضف تعليق