في عالم تتسارع فيه الأخبار وتتصاعد النزاعات، أصبح للإعلام دور حاسم في تشكيل وعي المجتمعات، وصياغة صورتها عن الآخر، وبينما ينجرف جزء كبير من التغطية الإخبارية نحو الإثارة والمبالغة، ظهرت مؤسسة صحافة السلام، كمنصة إعلامية جديدة تعيد تعريف وظيفة الإعلام من مجرد ناقل للأحداث إلى صانع للسرد الإيجابي الذي يفتح أبواب الحوار ويعزز التفاهم.

ما هي منهجيتنا في صحافة السلام؟
منهجية مؤسسة صحافة السلام تهدف إلى تقديم التغطية الصحفية من منظور يسعى لفهم جذور النزاعات، ويمنح المساحة للأطراف المختلفة للتعبير عن وجهات نظرهم، دون تحريض أو انحياز، الأمر الذي يجعلنا نركز دائماً على الحلول بدلاً من الاكتفاء بعرض الصراع فقط، فالاهتمام بالحلول وعرض الصراع على حد سواء، يجعل الصحافة تقوم بدورها الفعال في المساعدة على حل المشكلات والإحاطة بجذورها كي لا تعود مرة أخرى.
لماذا مجتمعاتنا بحاجة إلى صحافة السلام؟
الإعلام الذي يغذّي الكراهية والانقسام يسهم في استمرار الأزمات، بينما الإعلام المبني على السلام يمكن أن يكون أداة فاعلة للتقريب بين المواقف، وتعزيز التعاطف، وإبراز المبادرات التي ترسخ السلم المجتمعي.
فالصحفيون الملتزمون بمبادئ صحافة السلام، يتمكنون من تحويل اتجاه الحوار العام من لغة الاتهامات إلى لغة التعاون المشترك، وذلك من خلال استضافة ممثلين عن الأطراف المتنازعة للحديث عن نقاط الالتقاء بدلًا من التركيز على الاختلافات.
فمجتمعاتنا بحاجة إلى اختيار لغة محايدة وغير تحريضية، وإعطاء مساحة متوازنة لجميع أطراف النزاع، والتركيز على الحلول والمبادرات الإيجابية، فصحافة السلام ليست رفاهية، بل ضرورة لبناء عالم أكثر استقراراً وإنسانية.

أضف تعليق