منتخب اليمن للشباب .. من المستطيل الأخضر إلى آمال السلام

1–⁦2⁩ من الدقائق

شهدت كرة القدم اليمنية في السنوات الأخيرة العديد من اللحظات الفارقة، كان آخرها بلوغ منتخب اليمن نهائي بطولة كأس الخليج للشباب تحت 20 عاماً في نسختها الأولى، وهو إنجاز رياضي غير مسبوق ألهب مشاعر الفخر في نفوس اليمنيين داخل الوطن وخارجه.

لم يكن هذا الوصول مجرد حدث رياضي عابر، فبالرغم من خسارة نهائي البطولة أمام منتخب السعودية للشباب بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، إلا أن هذا الإنجاز حمل في طياته دلالات أعمق، تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، لتلامس وجدان شعب أنهكته سنوات من الانقسام السياسي.

الرياضة بطبيعتها قادرة على كسر الحواجز الاجتماعية والسياسية، وقد مثّل وصول المنتخب اليمني للشباب إلى النهائي نقطة التقاء نادرة بين اليمنيين من مختلف الانتماءات، حيث اجتمعت الشاشات في المدن والقرى، وتوحدت الهتافات من الشمال إلى الجنوب، خلف راية المنتخب الوطني، ففي لحظة الفرح تلك، اختفت مؤقتاً لغة العنف، وحلّت محلها لغة الانتصار المشترك.

إن ما حققه منتخب الشباب لا يمكن قراءته فقط في إطار المنافسة الرياضية، بل يمكن اعتباره رسالة سلام مبطنة، فشغف الجماهير واحتضانهم للفريق يعكس توقاً عميقاً لوطن يتجاوز الانقسامات.

لقد نجح منتخب اليمن للشباب في إحياء السلام، الأمر الذي يجعلنا ندرك دور الشباب باعتبارهم الفئة الأكبر في المجتمع اليمني، فنجاحهم في إظهار صورة إيجابية عن اليمن في المحافل الإقليمية يرسل إشارة بأن الشباب قادرون على قيادة مسيرة التغيير نحو مستقبل أفضل، وكما وحدوا اليمنيين في التشجيع، فبإمكانهم أيضاً توحيدهم في مسار بناء السلام.

قد لا تُغيّر كرة القدم الواقع المعقد في اليمن بشكل مباشر، لكنها تزرع الأمل وتذكّر الجميع أن هناك ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، وإذا ما استثمرت هذه اللحظات الجامعة في تعزيز روح المصالحة والتكاتف، فقد تكون الرياضة جسراً يساهم في تهيئة الأرضية لسلام دائم.

أضف تعليق